القائمة الرئيسية

الصفحات

إمام المسجد النبوي: قد أقبل عليكم شهر رمضان أفضل الأوقات وأعظم مواسم الطاعات

 


أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان تحدث فضيلته في خطبته الأولى عن ملذات الدنيا وشهواتها فقال : إن الإنسان مفتون بشهوات الدنيا وملذاتها، منغمس في زخرفها وزينتها، مستغرق في همومها ومشاغلها، كما قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} قد أغفلت عن ذكر الله، وألهت عن يوم المعياد،{وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}.

ألا إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، فإن أولها عناء، وآخرها فناء، حلالها حساب، وحرامها عقاب، من

صح فيها سقم، ومن حرص ندم، ومن استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن، ومن سعى إليها فتنته، ومن نظر إليها أغمته، ومن اعتبر بها بصرته،{فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور}.

ثم تحدث فضيلته عن استقبال شهر رمضان ناصح المسلمين استقباله استقبال الفرحين فقال: قد أقبل عليكم شهر رمضان، أفضل الأوقات، وأعظم مواسم الطاعات، شهر عبادة وتوبة واستغفار، شهر طاعة وإنابة وانكسار، شهر عزوف عن الدنيا،

وإقبال على الآخرة، شهر عزوف عن الشهوات والملذات، وإقبال على العبادة والطاعات.

فجددوا العهد مع الله، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.

ثم اختتم فضيلته خطبته الأولى بنصح المسلمين على تعويد النفس على طاعة الله فقال : النفس تحتاج إلى رياضة وتدرج ومقدمات، والسمو والارتفاع يحتاج إلى سلم وممهدات، وأفضل ما يستعان به على الطاعة ويستقبل به رمضان هو التوبة وتجديد العهد مع الله بحزم وعزم وإقبال، فإن التخلص من أثقال الذنوب محفز على الجد وحسن العمل، ومعين على الثبات وتزكية النفس وإصلاح الخلل.

وحذر فضيلته من الشيطان والذي يسعى ليضل الناس في خير الأوقات فقال : إن الشيطان عدو لكم فاتخذوه عدوا، وإنه ليبذل وسعه في مواسم الخير

وفضائل الأوقات ليضل الناس عن الهدى ويحول بينهم وبين نفحات الرحمة والمغفرة، ويصدهم عن طاعة ربهم، ويفوت عليهم الخير الكثير، فالكيس من دان نفسه وحاسبها، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية .

واختتم فضيلته خطبته الثانية بنصح المسلمين في اغتنام شهر رمضان فقال : فالعمر يسير، والزمان قصير، وما مضى فات، وكل ما هو آت آت، فلا

مجال للتفريط في العمر، وهو كله لحظة أمتحان واختبار، وإياكم والتقصير فيه والانتظار، وبهذا العمر اليسير يستطيع الإنسان أن يشترى الخلود الدائم في الجنان، والبقاء الذي لا ينقطع في الزمان، وفي المقابل فإن من فرط في العمر وقع في الهلاك والخسران.

فينبغي للعاقل أن يعرف قدر عمره، وأن ينظر لنفسه في أمره، فيغتنم ما يفوت استدراكه، فربما بتضييعه هلاكه.

فالله الله دونكم شهر رمضان فيه تحط الرحال، وتعلق الآمال، فاجتهدوا في الأعمال، وأصلحوا الحال يصلح الله لكم المآل.

تعليقات