أم المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي واستهل فضيلته خطبته الأولى بنصح المسلمين بمحاسبة النفس والاجتهاد في الطاعة فقال : محاسبة النفس ، والاجتهاد في الطاعات والازدياد من الحسنات ، والمحافظة على ما أعان الله عليه ووفق من العمل الصالح ، والحذر من مبطلات الطاعات هو عين السعادة والفلاح في الحياة وبعد الممات ، قال الله تعالى : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) .
والمحاسبة للنفس تكون في ما مضى وفي يومك وفي مستقبلك بالتوبة من جميع الذنوب
وبالمحافظة على الصالحات من المبطلات وبالازدياد من الخير، كما أن الشقاوة والخذلان
والخسران في اتباع الهوى وركوب المحرمات، وترك الطاعات ،أو اقتراف ما يبطل الحسنات ، وبحسب امرئ من الشر أن يأتي ما ينقص به ثواب الطاعات .
ثم تحدث فضيلته عن سرعة انقضاء رمضان فقال : أنتم ترون سرعة انقضاء الأيام والليالي ، وإدبار السنين الخوالي ، وإن يوما مضى لن يعود بما فيه والعمر ما هو إلا ليال وأيام ثم ينزل الأجل وينقطع العمل ، ويعلم غرور الأمل .
وإنكم في أوائل شهركم المبارك قد فتح الله لكم فيه من الخيرات أبوابا ويسر لكم أسبابا فادخلوا في أبواب الخيرات واحذروا أبواب الموبقات والمهلكات قال الله تعالى: ( يا أيها الذين امنوا أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) .
عظموا نعمة الإيمان ونعمة القرآن فما أعطى أحد عطاء أفضل من الإيمان والقرآن ، وما صام مسلم رمضان إيمانا واحتسابا إلا نال من الإيمان ، ونال من بركات القرآن وأهل القرآن هم من عمل به ولولم يكن حافظا ، ومن لم يعمل بالقرآن فليس من أهل القرآن ولو كان حافظا له ، وأول نعمة على الأمة بالهداية والرحمة العامة والخاصة والحياة الكريمة هي نزول القرآن في رمضان فنزول القرآن في شهر الصيام مبدأ الخيرات والبركات وإصلاح الحياة ، والفوز في الآخرة بأعلى الدرجات ، ومبدأ النور وانكشاف الظلمات ورفع الجهل والضلالات.
واختتم فضيلته خطبته الأولى بالتفكر في أسماء الله وصفاته فقال : انظر إلى مسألة العقيدة في الله وأسمائه وصفاته وحقه في العبادة كم عدد العقائد في هذا الباب ؟ لا تعد ولا تحصى والحق في مسألة العقيدة ما قال القرآن وما خالف القرآن باطل ، ومعضلة الاقتصاد في العالم أعجزت الحكماء والحق فيها ما قال القرآن الكريم في تفصيل المعاملات المالية وبعض الحكماء من غير المسلمين استفادوا من الشريعة الإسلامية في بعض الأبواب ولا يمكن أن يكون الناس كلهم مسلمين ولكن على المسلمين أن يتمسكوا بالقرآن والسنة فإذا رأى الناس القدوة الحسنة من كل مسلم انتفعوا بها ولو في أمور دنياهم والقرآن العظيم هو كيان الأمة وقوتها و بقاؤها وعزها.
وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن فضل الصوم فقال : إن فريضة الصوم لكم فيها أعظم الأجور ، مع ما فيها من المنافع في هذه الحياة لمن تأمل ذلك بفكر منير ولكن الصوم لا يؤتى ثماره ولا ينتفع به صاحبه إلا إذا زكاه بصالح الأعمال وحفظه من المبطلات وما ينقص ثوابه من الأوزار والآثام فإذا صمت أيها المسلم فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجوارحك عن المحرمات لتزكى نفسك بالطاعات.
قال الله تعالى : (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) وفي
الحديث : (إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإن سابه أحد فليقل إني صائم ) متفق عليه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري.
تعليقات
إرسال تعليق