القائمة الرئيسية

الصفحات

فضيلة الشيخ عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة للمعلمين والمعلمات: أخلصوا النية وتحملوا المسؤولية

 


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان واستهل فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن العلم فقال : إن الله تعالى قد أكرم الإنسان، فمنحه موهبة يقتبس بها العلم، وعلمه بالقلم ما لم يعلم، ومنحه العقل والبيان، وكلفه وخاطبه بالحجة والبرهان.

وشرفه بالعلم ففضله على كثير ممن خلق تفضيلا، واستخلفه في الأرض بالعلم، قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}.

وتحدث فضيلته عن زيادة العلم فقال: لقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة من العلم، فقال {وقل رب زدني علما } قال ابن حجر رحمه الله: ولم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازياد من شيء إلا من العلم.

ومجلس العلم وحلق الذكر هي رياض الجنة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا: وما رياض الجنة؟ قال، «حلقُ الذكر»، وأخبر أن العلماء هم ورثة الأنبياء.

ثم ذكر فضيلته إن التعليم هو أساس التربية فقال : إن التعليم هو أساس التربية وأصلها، فبه تهذب الأخلاق وتغرس القيم، وبه معالجة الأخطاء، وتصحيح المفاهيم، وتقويم الاعوجاج.

العلم هو الحصن المنيع، والأساس الراسخ، فبه الثبات والصمود والرسوخ إذا ماجت الفتن والمحن.

العلم وسيلة الإصلاح، وطريق النجاح، وسبب الفوز والفلاح، وأشرف ما يتحلى به في الوجود.

وتطرق فضيلته في خطبته عن مسئولية تعليم وتربية الأبناء شرعاً فقال: أنتم مسؤولون شرعا عن تعليم وتربية الأبناء، فاجتهدوا في واجبكم، وابذلوا

النصح والتوجيه لأبنائكم، وتفقدوا وراقبوا وتابعوا برامج تعليمهم وتحصيلهم، وساعدوا المدرسين والمربين في تعليمهم وإرشادهم، ووفروا لهم الظروف المناسبة والأدوات اللازمة قدر الإمكان، لعل الله أن يرزقكم بذلك ولدا صالحا ويرزقهم علما

نافعا، فإن ذلك من أعظم القربات، وأجل الطاعات، ومن الباقيات الصالحات، والصدقة الجارية بعد الممات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عملة إلا من ثلاث، صدقة جارية، وعلم

ينتفع به، وولد صالح يذغو له".

فاحرصوا على تعليم وتربية أبنائكم، وساعدوا الجهات التعليمية بما فيه صلاح لهم، وبناء لمجتمعهم، «فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».

واختتم فضيلته خطبته الأولى بتذكير المسلمين بالأخذ بالأسباب فقال: خذوا بأسباب صلاح ذرياتكم بتعليمهم وتربيتهم، وملء أوقات فراغهم بالمفيد، وحثهم على الخير والطاعات، وقراءة القرآن، لعلكم ترحمون بدعائهم، وهدايتهم،

فلا تدرون أيهم أقرب لكم نفع.

ثم تحدث فضيلته في خطبته الثانية عن تسخير الله الوسائل في طلب العلم فقال: تعلموا العلم، فإن تعلمه لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرتة تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم صدقة، وبذله لأهله قربة.

وقد سخر الله لكم الوسائل، وهيا لكم الظروف المناسبة، ويسر لكم الأدوات والتقنية الحديثة، ووفر لكم أجهزة الاتصال والتعليم الإلكتروني، ومنصات التعليم الافتراضي عن بعد.

لا عذر لأحد في الانقطاع عن التعليم، فكل الوسائل متاحة، والحجة قائمة، وقد كان سلفنا فيما مضى يكابدون الحرمان، والغربة عن الأوطان، ويتجشمون كل مشقة وصعب، ويصبرون على اللأواء والنصب، والقسوة وضيق العيش والتعب، في سبيل تحصيل العلم والطلب، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، فاستبقوا الأمم واعتلوا القمم.

ثم تحدث فضيلته عن فضل المعلمين والأساتذة فقال : هنيئا لكم فأنتم خلف الأنبياء والمصلحين في القيام بمهمة التعليم، فقد بعث الله الأنبياء معلمين.

هنيئاً لكم باصطفائكم لصحبة العلم وخدمته ونشره وبذل الخير وتعليمه للناس، هنيئا لكم فأنتم تغبطون على هذا العمل، فأخلصوا النية، واحتسبوا الأجر، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله.

وهنيئا لكم الأجر العظيم من رب العالمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً» رواه مسلم .

فأخلصوا النية، وتحملوا المسؤولية، أبناء الجيل أمانة في ذممكم، ومستقبل الأمة متعلق بسسؤلياتكم، فالله الله في رعيتكم.

اغرسوا فيهم الدين والقيم وحببوا لهم العلم، ربوهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، وأبشروا بالرفعة في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

واختتم فضيلته خطبته الثانية بنصح المسلمين بالمسارعة بأخذ اللقاح فقال: صحة الأبدان وعافيتها؛ من النعم التي من الله تعالى علينا بها، وأوجب الحفاظ عليها، وذلك باتخاذ أساليب الوقاية الصحية، والإجراءات الاحترازية، والتدابير الاحتياطية، فبادروا بأخذ اللقاح، والتحصين لدخول المنشآت التعليمية.

فأهم الأسباب الصحية الوقائية، هي أخذ اللقاحات الطبية، التي من شأنها تعزيز المناعة، والوقاية أو تخفيف آثار الإصابة بإذن الله.

فتداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا ووضع له دواء، وجعل منه شفاء، إلا الهرم فإنه طريق الفناء، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.


تعليقات