أكد خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بليلة، أن معونة المملكة للمنكوبين في زلزال ديار المسلمين واجب وإغاثة للملهوف، مناشدًا جموع المصلين بالمشاركة في هذا الخير عبر الجهات الرسمية.
صلاح القلب
وقال بندر بليلة خلال خطبة الجمعة، اليوم: إن قلب الإنسان أشرف ما فيه من الأعضاء وصلاحه مهمٌّ، موضحًا أنه سيد أعضائه وقائدها وصلاح قالبه بصلاح قلبه، وفساده بفساده، مستشهدًا بقول النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.
وتابع: القلب مصدر القوة، ومستقره ومستقر إيمانه، وهو محل نظر الرب ومحل رضاه.
وأردف خطيب المسجد الحرام: الإخلاص لله تعالى والطاعات من وسائل رعاية القلب وإصلاحه وتطهيره وتثبيته، مضيفًا: تعاود القلب ورعايته وإصلاحه وتطهيره، ووقايته واجب محتم وأمر عند الله معظم، وبه فوز العبد ونجاته، وسعده وهناؤه، متسائلًا: هل النعيم إلا نعيم القلب، وهل العذاب إلا عذاب القلب.
أسباب صلاح القلب
وعن وسائل وأسباب صلاح القلب، أشار الخطيب إلى أولها وأولاها وهو الإخلاص لله تعالى، بأن يعلق العبد قلبه بربه سبحانه ويكون له قوله وعمله، وتركه ويبرأ من سواه المخلوقات، مضيفًا: ومن يصلح القلب يرعاكم الله فعل الطاعات من فرائض وواجبات ومستحبات، فإنها تنور القلب وتجلوه وتثبته وتقويه وبضدها المعاصي والذنوب، فإنه تذنب القلب وتغويه وتمرضه وترضيه.
زلزال الأرض
وتابع: زلزال الأرض يزلزل القلب ويوقظه بعد القسوة فاعتبروا لله في أوانه، مضيفًا: آيات ظاهرات ومعجزات باهرات تشهد بعظمة الخالق وجمال الخلق وتدعو إلى التدبر والتبصر واليقين، ألم تر إلى هذه الأرض التي منها تخلقون وعليها تعيشون، وعلى ظهرها تدرجون، وفي بطنها تدفنون، جعلها الله بساطًا ومهادًا وقرارًا، وقدر فيها الأرزاق والأقوات، إنعامًا منه وإفضالًا واقتدارًا، ثم شاء سبحانه فزلزلها إعذارًا وإنذارًا.
وأردف: ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش، الله الذي جعل لكم الأرض قرارًا هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور، إلى إن تزلزل الأرض مدعاة لتزلزل القلب ويقظته، ولينه بعد قسوته، تعظيمًا لله وقارا، وإخباتًا له وانكسارًا، وبعدًا عن مناهيه، وتلبسًا لمراضيه.
واستطرد الخطيب: لقد فج الناس بما جرى في بعض ديار المسلمين من الزلازل المدمرة، والرجفات المروعة، ولله سبحانه الحمد على ما قدر وقضى، يبتلي بالسراء والضراء، ويختبر في المنع والعطاء، ويعد الصابرين بالرحمة والهدى والصلوات، وله الحكمة البالغة والرحمة الصائبة في البلايا والمصيبات، وإنا لنرجو منه سبحانه أن يجعل أولئك المنكوبين في حفظه وضمانه، وكنفه وإحسانه، وأن يشفى مرضاهم، ويداوي جرحاهم، ويرحم موتاهم.
وختم: لقد كانت هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية، خير معوان لهذا المصاب الجلل، ومدت أيادي العون والعطاء، وكانت للمنكوبين منهم روض خير وسحابة ندى، فشكر الله خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد على ما أمرا به ووجها، وأحسن إليهما، وأجزل لهما الأجر والثواب، مضيفًا: لا يأخذكم أيها المصلون أن تصيبوا من هذا الخير برفق المصابين في هذا الحدث ومساعدتهم من خلال الجهات الرسمية، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، خير الندى وأفضل المعروف، فيما يرى من إغاثة الملهوف.
تعليقات
إرسال تعليق