القائمة الرئيسية

الصفحات

خطيب المسجد الحرام: التحرر الجنسي سبب في معاناة البشرية والكوارث

 


أكد خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، أن المثلية والتحرر الجنسي سبب في معاناة البشرية والكوارث، مشددًا بضرورة الالتزام بالأخلاق الحميدة وتعاليم الدين الصحيحة.


وقال الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة الجمعة اليوم: إن قيام الحضارة وازدهارها واستمرارها يرجع إلى ضبط سلوك الإنسان، مشيرًا إلى أن سقوطها يرجع إلى يحمله من قيم ومبادئ ونظرة إلى الحياة، كما يرجع بقاؤها وقوتها إلى معاييرها في ضبط سلوك الإنسان وتربيته.

وأضاف: لا تحرص أمة من الأمم على شيء من مفاخرها وآدابها، مثل حرصها على قيمها الحضارية التي تشكل حياتها وملاك أمرها وعلو شأنها.


الأخلاق أساس القيم

واستطرد: الأخلاق أساس بناء الأمم والسلامة من الهلاك.. والقواعد الأخلاقية لا تبتعد عن المبادئ الدينية، متابعًا: بروسخ الأخلاق يتحقق الأمن والسلامة من الهلاك والفناء بل لا يمكن العيش ولا التعايش بدون القيم العالية والأخلاق السامية، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة الأعراف: “والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون”.

وتابع: لقد قيل كل صفة في القلب، يظهر أثرها على الجوارح، ومتى ما كان الخلق حميدًا أثمر سلوكًا رشيدًا، وصلاح أفعال الإنسان بصلاح أخلاقه، وأي مجتمع لا يرتبط بروابط مكارم الأخلاق فإنه لا ينعم بالسلم والإيمان والانسجام، بل يظهر فيه التفكك والتصارع ثم الفناء والتلاشي.


وأردف خطيب المسجد الحرام: مصائب عصرنا نتيجة انحدار الأخلاق والغرق في الشهوات، مضيفًا: الحضارة لا تقاس بأثارها المادية ولا بالترف المادي، بل بآثارها في حفظ الإنسان وصيانة كرامته، الماديات والمخترعات والمكتشفات لا تكفي لسلامة البشرية ونشر الطمأنينة والسلام.

وأضاف: في عصر المسلمين القواعد الأخلاقية لا تنفك عن المبادئ الدينية، ولا على المقاصد الإيمانية ولا تنفصل عن التعاليم الشرعية، مستشهدًا بقول الإمام الشاطبي: “إنما هي تخلق بمكارم الأخلاق”.

الشريعة تنظيم أحكام وتهذيب أخلاق

وتابع: الشريعة إنما هي تخلق بمكارم الأخلاق، فالشريعة تنظيم أحكام وتهذيب أخلاق ثم قال وهذا الذي يمنعه سوء الحال واختلال النظام، معاشرة الأخوة وجمال الخلق هو التدين فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين، فلا دين بغير أخلاق، ولا أخلاق بغير دين، والأخلاق الصحيحة والقيم المستقيمة لا تتغير بتغير الأشخاص، ولا بتبدل الأحوال، ولا بتقلب الأزمنة، ولا بتعدد الأمكنة، فهي تكون مع العدو والصديق، ومع القريب والبعيد، مع القوي والضعيف، ومع المنتصر والمهزوم، ومع البار والفاجر، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة البقرة: وقولوا للناس حسنى.

وأردف: ومن الانهيار العظيم أن تتبع الأخلاق المصالح فهذا زور وانحراف، وهي حين إذا سياسة مصالح لا سياسة مبادئ، مضيفًا: ومن هنا فإن ما تعانيه البشرية اليوم في كثير من ديارها من خوف وقلق وما يبرز من تغيرات في المناخ، ومن حرائق في الغابات، وجفاف في بعض الأنهار، وما يتجلى من تمييز في المعايير وتمييز في النظر بين الشعوب، ومعالجة الأزمات العالمية، وما يحصل من تقتيل، وإجلاء عن الديار، وتهجير عن الأوطان، كله بسبب تنكر القيم، وعدم الالتزام بدين الحق، وغلبة الأثر والأنانية، والإغراق في الشهوات، والتفكك الأسري والتحرر الجنسي.


وتابع مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة الروم: “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون”، مضيفًا: لقد برز الإلحاد والانحراف في الحرية والتحرر العقلي والفكري، والتمرد على الأسرة حتى ما وصلوا وأعوذ بالله إلى ما يسمى بالمثلية وهو الشذوذ والفاحشة التي لم يسبق إليها أحد بالعالمين، مضيفًا: أخرجوهم من دياركم وأخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون.

واستطرد: لا تصدقوا من يقول إن التقدم المادي يملأ الفراغ الروحي، لقد خسروا وهم يعيشون على وعود في تحقيق السلام وإناء الحروب ونشر العدالة والمساواة وبسط الأمن واحترام حقوق الإنسان على ظن منهم أن التقدم المادي كفيل بملء الفراغ الروحي ونشر القيم الصحيحة والأخلاق المستقيمة لقد غرقوا في أوحال الرغبات الجنسية والشهوات الدينية والتحلل من الضوابط الاخلاقية حين تضعف القيم يخترع الإنسان آلات الفساد ووسائل الغواية وكل ما يؤدي إلى التدمير والهلاك.

وأضاف: إن ما أنعم الله به من التقدم العلمي الهائل وما تحقق بالإنسانية من إنجازات في ميادين العلم أمر لا ينكر ويستحق الشكر، ومعرفة حق الله فيه في الصناعة والطب والتعليم، والثقافة والآلات والتقنيات، وعلوم الفضاء وغيرها، ولكن المسألة في إهمال القيم والأخلاق وعدم العناية الصحيحة بالنفس والقلب والعلم الصالح، مضيفًا: صلاحكم بصلاح دينكم والتزامكم بتعاليمه.



تعليقات