القائمة الرئيسية

الصفحات

خطيب المسجد النبوي: غياب الحوار أفرز الطلاق الخلع وتمرد الأبناء










قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالباري بن عواض الثبيتي -في خطبة الجمعة-: غياب لغة الحوار في الأسرة، وغياب لغة الحوار الهادئ العلمي اللطيف أفرز مظاهر منها تمرد الأولاد وزيادة نسب الطلاق والخلع، ولعل هذا الواقع يستحث أهل الحل والعقد إلى تصدر المشهد، وحمل زمام المبادرة لحماية المجتمع والوطن والأمة من آثار التفكك الأسري، دين إبراهيم عليه السلام دين الأنبياء جميعا، الحنيفية السمحاء والتوحيد، قال الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

وأضاف: دعا النبي الكريم إراهيم الخليل ربه "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"، فاستجاب الله دعاءه، فجعل مكة مكانا يأنس إليه الناس ويأمنون من الخوف والآفات فما وصل إليها جبار إلا قصمه الله لأن الأمن شأنه عظيم، واذا انتهى الأمن تعطلت المصالح الدينية والدنيوية، خليل الله إبراهيم عليه السلام صال وجال في أرض الله الواسعة، يدعو إلى التوحيد يرسخ العقيدة، حاور عليه السلام النمرود الذي ادعى الألوهية عندما قال: "أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ"، وحاور أباه المشرك وتلطف معه في العبارة فكان في ندائه يده يقول: "يا أبتي"، حاور قومه المشركين ونوع معهم في الخطاب، وتنزل معهم في الجدال ليثبت فيهم وحدانية الله، فصل القرآن الكريم تلك الحوارات آيات تتلى، وقصص تروى، ودروسا تستقى، نستلهم من دعوة إبراهيم عليه السلام ما أكد عليه القرآن أن الحوار هو المسلك الأسمى في دعوة غير المسلمين، ولو قام المسلمون القادرون منهم بنشر رسالة الاسلام وكشف الحجب عنها لكان له شأن اخر، فالإسلام دين الفطرة، والأدلة على وحدانية الله مبثوثة في الكتاب المقروء والمنظور، والحجج بينة، والبراهين ناصعة جلية، لكنها تتطلب رجالا صادقين أهل علم يحملونها يحاورون بأسلوب رصين وحكمة رشيدة، كما حاور إبراهيم عليه السلام بلغة هادئة وألفاظ بليغة وبراهين علمية عقلية.

وتابع: العالم اليوم يئن من ويلات الحروب والنزاعات والصراعات والقتل والتدمير وهو في أشد الحاجة إلى التعريف بالإسلام دين السلام والرحمة والمحبة والألفة، الدين الذي يعطي الإنسان حقوقه وكرامته، بل ويجعله محور هذا الكون، ويعزز الأمن بشموله الذي يقود إلى البناء والتنمية والرخاء والسعادة والحياة الطيبة، ولا شك أن غياب لغة الحوار من أبرز أسباب صدود غيرهم عن الإسلام، حاور إبراهيم عليه السلام زوجه وابنه إسماعيل ليؤكد لنا أن الحوار منهج حياة، وهو الغذاء المتجدد، الذي يقوي الوثاق بين الزوج وزوجته. وقاعدة بناء علاقة الوالدين مع أبنائهما.

تعليقات