أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم، من المسجد النبوي بالمدينة المنورة أن مراحل خلق الإنسان تبدأ بضعف الطفولة، ثم تعلو بالقوة، ثم تعود إلى ضعف يزينه الشيب، فالعمر محدود، والفرصة لا تعود والأعمار لا تقاس بعدد السنين، بل بما يترك فيها من أثر خالد وعمل صالح.
وقال الشيخ الثبيتي إن الطفولة هي الصفحة الأولى في كتاب الحياة، تبدأ ببراءة ناصعة وضعف يحفه لطف الله ورحمته، بينما مرحلة الشباب هي ذروة القوة ونبض الحياة، شعلة النجاح التي تضيء طريق المستقبل. فهي العمر الذي تزدهر فيه الطاقات وتفتح فيه الأحلام، وترسم فيه معالم المجد الشباب.
وأضاف الثبيتي : عندما يعلو الشيب، تنقشع غشاوة الدنيا عن الأعين، وتنكشف حقيقتها الزائلة، يدرك الإنسان حينها أن السنين مرت كأنها لحظات، وأن العمر انقضى كحلم عابر.
وتابع: هكذا تمضي دورة الحياة بحكمة الله. تبدأ بضعف الطفولة، ثم تعلو قوة الشباب، لتصل إلى مرحلة الشيخوخة، حيث تضعف الأجساد وتخور القوى، ويشيب الرأس وتهالك العظام، ويقترب لقاء الله. حدود زمن الطفولة والقوة ثم الضعف والشيبة هي متوسط عمر الإنسان، كما قال النبي: «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم مَنْ يَجُوزُ ذلك» رواه الترمذي.
وختم: فمن أهدر شبابه فقد أهدر عمره كله، فهو لحظة عابرة في زمن الحياة، ومن استثمره في الخير والنفع خلّد أثراً طيباً، وجنى ثماراً يانعة في الدنيا والآخرة فالشيبة لا تعني الاستسلام للضعف ولا الانعزال عن الحياة، بل هي بداية لمرحلة جديدة تتوهج فيها الحكمة، وتفيض بالخبرة ونضح التجربة.
تعليقات
إرسال تعليق